mercredi 20 mai 2015

السرقة العلمية .. ذلك العار المشين/ عماد عبد اللطيف





أثناء زيارتي الأخيرة للمملكة المغربية دار حوار مطوّل حول تفشي ظاهرة السرقات العلمية. وعرفتُ أن هذا الفعل المشين ينتشر بشكل يثير القلق، خاصة بين شريحة من الباحثين المبتدئين، وأن هذه السرقات تطال أعمال أساتذة أجلاء تُقرأ أعمالهم على نطاق واسع مثل الدكتور محمد العمري. ولم يكن من المفاجئ أن بعض كتاباتي في تحليل الخطاب وفي بلاغة المخاطًب/ الجمهور قد تعرضت للقرصنة؛ فمنذ سنوات غير بعيدة قام أحد هؤلاء اللصوص بنشر مقاطع من دراستي "بلاغة المخاطَب (2005)"، دون أن يُشير إلى مصدرها. وحين نبهته إلى ذلك، في رسالة شخصية، اعتذر عن الأمر، وقبلتُ اعتذاره بعد أن استدرك الواقعة. غير أن سرقة أخرى فاضحة لكتاب "بلاغة الحرية" أزعجتني بحق، وحفزتني على كتابة هذا التعليق. فقد أرسل إليّ صديق مغربي تقريرًا عن سرقات مطوّلة تضمنها كتاب لطالبة مبتدئة بعنوان "هكذا تكلم الرئيس"، نشرته للأسف إحدى دور النشر المغربية المعروفة هي دار إفريقيا الشرق. وحين قرأتُ التقرير الذي يفضح السرقة هالتني تلك الجرأة المخجلة على السطو، فاللصة التي وضعت اسمها على الكتاب تنقل فقرات من تحليلاتي لخطب مبارك وخطب القذافي، وتجعل من عناوين فرعية من بلاغة الحرية عناوين فصولها، وتسطو ببجاحة متناهية على دراستي عن التحول من بلاغة السلطة إلى بلاغة الجمهور دون أدنى إشارة. وتستفيد من العدة الاصطلاحية لمشروعي في بلاغة الجمهور دون ذكر لأيّ من دراساتي عنها.
للأسف الشديد أعلم أن هناك غيابًا فادحًا للأطر القانونية التي يمكن من خلالها مقاضاة مرتكبة هذه السرقة، ومع ذلك فإنني سوف أسعى جهدي لكشف هذه الجريمة، ومحاسبة السارقة التي قامت بها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire