vendredi 27 septembre 2019

واكتاباه ! صرخة من سجن طنجة 2 / المحامي عبدالإله الفشتالي


Résultat de recherche d'images pour "‫منع قراءة الكتب‬‎"

واكتاباه !
صرخة من سجن طنجة 2
القانون رقم 23-98 المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجنية الصادر بالجريدة الرسمية عدد 4726 بتاريخ 16 سبتمبر 1999 ، لا يعادي مبدئيا الكتاب والإبداع، أكان هذا الأخير فنيا أم فكريا. لكن شتان بين الثرى والثريا؛ بين النظري والعملي، بين حبر على ورق وفعل في واقع، فسرعان ما يتبين مرارا أن كلاهما، "على طرفي نقيض".
هذا القانون الحزين الذي غالبا ما تلوى عنقه تجرأ هذه المرة و اشتكى.
فعلا إشتكى.. من سوء تطبيقه .. واحتج على انتهاك حرمة بنوده.
فأول أمس (25/9/2019)، بمجرد انتهاء زيارتنا لمعتقلي حراك الريف السياسيين والتي أسفرت عن تعليق الإضراب عن الطعام بالنسبة للفنان التشكيلي كريم أمغار وسليمان الفاحلي وتعليق الإضراب عن الماء من طرف المضرب الشهير ربيع الأبلق الذي لا يشق له غبار، طالبت المادة 121 بتفعيلها كاملة لا منقوصة لفائدة كريم أمغار ( الذي قاطع الطعام مدة 35 يوما تنديدا بالظلم والتجبر والطغيان ) كونها تنص بصريح العبارةعلى أن : " الإبداع الفني والفكري مضمون لكل معتقل ".
وأما صنوتها المادة 122 : " يحق لكل معتقل التوصل بالصحف والمجلات والكتب ، على نفقته، وذلك بعد المراقبة
المعمول بها " تحسرت هي الأخرى، فلم تجد من ندب حظها المنكود بدا ذلك لعدم احترام مقتضياتها والإعمال بها و لشعورها بإقصاء يطاردها وحكرة ما فتئت تلازمها.
وهاكم الآن مربط الفرس :
حملت معي من مكتبات الدار البيضاء إلى سجن طنجة 2 أحد عشر كتابا (أنظروا عناوينها أدناه).
أودعتها --تلقائيا و تنفيذا للقانون-- بإدارة المؤسسة السجنية بمجرد وصولي وقبل لقاء المضربين و رفاقهم.
بقيت الكتب تحت المراقبة الإدارية لمدة أربع ساعات.
كنت أتوقع بما لا يدع مجالا للشك أن إدارة السجن - بعد قيامها بالإجراءات المعهودة - ستسلمها لا محالة لمعتقلينا التواقين لقراءتها والمولوعين بالمطالعة والتثقيف.
للأسف الشديد أثناء مغادرتي السجن فرض علي استردادها بقول : " إدارة السجن ترفض قبولها ".
لا سبب ولا تسبيب ، لا علة ولا تعليل.
أندهشت ..ألححت .. تيسيرا لا تعسيرا.
تشبثت الإدارة بموقفها اللا معقول لدرجة أنني في الوهلات الأولى ظننت مخاطبي "مازحا ".
حاججت بأريحية وتبصر طبقا للحق والقانون.
ولقد شهد على هذا الحدث غير المألوف محاميتان هما : الأستاذة خديجة جنان من هيئة طنجة والأستاذة أسماء الوديع من هيئة الدار البيضاء ومحاميان إثنان هما الأستاذ محمد الحنودي والأستاذ يونس عداب من هيئة طنجة أيضا؛ ومن المعلوم أن الثلاثة التحقوا بنا ( أعني أنا والأستاذة أسماء الوديع ) من بداية الحوار مع المضربين وباقي رفاقهم.
وهنا لا مفر من طرح سؤال : ما هو الهدف الذي تتغيا "الإدارة "بلوغه من هذا التعسف المفاجىء؟
ما تعرض له الكتاب بهذه المؤسسة الرسمية لا يشرف.. يؤسف ويؤلم ويحيل على زمن حالك اعتبرناه ولى إلى غير رجعة.
وا أسفاه ! ما أشبه اليوم بالبارح !
فهل برح الخفاء بروحا ؟
ملحوظة :
على المسؤول الذي أصدر الأمر بحرمان المعتقلين من حقهم الدستوري والقانوني في المعرفة أن يراجع قراره فورا ويعود عاجلا إلى جادة الصواب حتى لا يزداد الوضع تعقيدا و تزيد الأجواء اختناقا واحتقانا واستياء.
وا كتاباه !
أعم الخرس حكماء البلاد أم خسرت الحكمة؟
لماذا ترفض كتب يعتز المرء بقراءتها سواء تواجد خلف القضبان أو خارجها :
1) في الفكر المعاصر
حوارات
للدكتور محمد سبيلا
2) لماذا نتفلسف ؟
جان فراسوا ليوتار
ترجمة: يوسف السهيلي
3) العقد الاجتماعي
جان جاك روسو
ترجمة: عادل زعيتر
4) ماكس فيبر
تأليف لوران فلوري
ترجمة: د.محمد علي مقلد
5) الجغرافيةالسياسية
جيوبوليتيك
ألكسندر دوفاي
6) العلمانية وحرية الضمير
جوسلين ماكلور وشارلز تايلور
ترجمة : د. محمد الرحموني
7) عشرة أيام هزت العالم
جون ريد
ترجمة : فواز طرابلسي
8) بروتوكولات حكماء صهيون
فكتور مارسدن
ترجمة: محمد خليفة التونسي
تحقيق :عباس محمود العقاد
9) أحجار على رقعة الشطرنج
( التطبيق العملي لبروتوكولات حكماء صهيون )
ترجمة : أحمد علي الجابري
10) أرض السافلين
د. أ حمد خالد مصطفى
11) الأشكال المركبة في الرسم الحديث
محمد عبد الوصي .
وبهذا وجب الإعلام والسلام على الكتب يوم ألفت ويوم طبعت ويوم استقلت البراق من الدار البيضاء إلى طنجة لتلج رحاب معتقل البوغاز، العالي لا بأسواره بل بزنزلاء أبرياء يقدرون حق قدرها الأقلام وما تسطر والحروف و ما تلد.
أطلقوا سراح معتقلي الحراك السياسيين، مواطنينا الريفيين.
أطلقوا سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي وفي طليعتهم الصحفي الصامد الصنديد حميد المهداوي.
وعودا إلى بدء البدأ، لا يسعني إلا أن أجهر جهارا بقول الحق هاتفا بصوته:
TOUCHE PAS À MON RIFAIN !
TOUCHE PAS À MON COMPATRIOTE !
ذ/عبدالإله الفشتالي المحامي،
عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف السياسيين وعن معتقل الرأي الصحفي حميد المهداوي./
Abdelilah El Fechtali
Image associée

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire