lundi 14 octobre 2019

رسالة من المعتقل السياسي محمد المجاوي بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد محسن فكري



رسالة من المعتقل السياسي محمد المجاوي بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد محسن فكري

مع اقتراب تاريخ 28 اكتوبر، تحل الذكرى الثالثة لاستشهاد شهيد الكرامة محسن فكري، التي كانت شرارة لبزوغ الحراك الشعبي السلمي الحضاري بكل المقاييس، لولا تدخل الآلة القمعية للدولة المغربية، التي خلفت استشهادات ومئات المعتقلين واجهضت كل الآمال، و ضربت عرض الحائط، كل الشعارات والمفاهيم التي حاولت أبواق النظام جاهدة ترسيخها في أذهاننا، مثل"الانتقال الديمقراطي "و"عهد جديد،" و"اقرار بحقوق الانسان كما هي متعارف عليها عالميا"...
أجد نفسي ، ولو من داخل أسوار السجن ، كمتتبع ومراقب لمجريات تدبير الشأن العمومي والأوضاع المعيشية في البلاد،محتقنا لمرارة الواقع اليومي ولعدم اعطاء الاعتبار اللازم لكرامة المواطن و المواطنة المغربية، في السياسة العمومية المنتهجة.
ففي بلادنا الملايين من أبناء وبنات الشعب على اختلاف مواقعهم ومواقعهن الاجتماعية والاقتصادية ( صغارا وكبارا رجالا ونساء، نخب متعلمة وذات شواهد عليا...)، فضلوا ويفضلن الهجرة نحو الخارج واختاروا ويختارون ركوب مغامرة الموت غرقا في مياه المتوسط اوالأطلسي للوصول الى الضفة الاخرى .
فعلى مدى ثلاثة عقود اكتوت دواوير ومدن عدة بمآسي جماعية مرتبطة بحلم الهجرة، كالمأساة التي عرفتها دواوير قلعة السراغنة مؤخرا،والعديد من مناطق المغرب العميق .
في بلادنا تعليم عمومي لا يولد الا الإحباط والبطالة، ويجهض آمال وطموحات مرتاديه وهم الأغلبية الساحقة من هذا الشعب.
الصحة العمومية شر لا بد منه فعموم أبناء وبنات هذا الوطن يكتوون يوميا برداءة الخدمات الصحية المقدمة وتردي جودة مرافقها ولاانسانيتها.
في بلادنا الفساد مستشر وذائع في كل مكان، والدولة من خلال تقاريرها الرسمية، تعلن وتؤكد واقع الفساد والاختلالات في كل القطاعات، وتدعونا مع ذلك إلى التطبيع معه، وكأن الإفلات من العقاب أصبح ثابتا من ثوابت هذا النظام.
في بلادنا إعلام رسمي يكذب ويلفق الحقائق يعمل فقط تحت طلب الحاكمين ولا يجيد سوى ترديد اسطوانة " قولوالعام زين"
في بلادنا العطش يقتل، الجوع يقتل، الفيضانات تقتل، البطالة تقتل، اليأس يقتل... وحتى لا نموت جوعا علينا انتظار القفة الرمضانية، أو قفة الشتاء القارس في الجبال والمناطق النائية، علما أنها هي كذلك أيضا تقتل كما حدث في ضواحي مدينة الصويرة مؤخرا.
في بلادنا الإضراب حق ولكنه غير مستحب، وسيصبح قريبا في حكم الممنوع بعد مشروع القانون الجديد.الاحتجاج حق لكن ممارسته تؤدي إلى السجن.
الحق في الحياة مقدس لكن كم من مرة انتهك حتى ممن يفترض فيهم حماية أرواحنا.
في بلادنا فخاخ كثيرة تتصيد كل من يغرد خارج السرب، لتودعه في غياهب السجون امام اعين جهاز نسميه بالعدالة ،لكنه بعيد كل البعد عن ضمان العدل .
ببلادنا مصائرنا رهينة بأيدي مسؤولينا وسياسات عمومية لا تستهدف تنمية المواطن المغربي ،ولا تضعه في الاعتبار سوى من اجل المزيد من التفقير والإذلال .
في بلادنا هرمنا ونحن ننتظر لحظة التغيير ،هرمنا ونحن ننتظر نسيم الحرية ،هرمنا في انتظار صون كرامتنا وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ،هرمنا ونحن نحلم بالديموقراطية السياسية والاجتماعية والثقافية .
لكل هذا ادعوكم ادعوكن رفاقي رفيقاتي ابناء هذا الشعب المناضل إلى قول كفى لكل هذا الحيف في الذكرى الثالثة لشهيد الكرامة ايام 26و27و28 اكتوبر كمناسبة للجهر بصوتنا وذلك اضعف الإيمان وإعلاء قيم التضامن والتآزر فيما بيننا ومع ساكنة الريف وعائلات معتقليه.
ولكم مني اجمل التحايا
محمد المجاوي –سجن طنجة 2

Said El Amrani

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire