mercredi 12 février 2014

في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة:يا من تفاوضون هل تعرفون معنى كلمة وطن ؟؟



  
في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة:
يا من تفاوضون هل تعرفون معنى كلمة وطن ؟؟

خالد حجار / فلسطين

ليس انتقاصا من احد أو محاولة لطرح معنى غريب لكلمة وطن بل للوقوف عند هذه الكلمة المقدسة التي نرددها دائما، ونقدس الكثير من الكلمات والمصطلحات ظنا منا أننا يجب ألا نغالي ليكون الوطن وحده مقدسا فقط.
هل كنا على صواب عندما قدمنا المبادرة الفلسطينية عام 88 من المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في الجزائر؟ وما علاقة هذه المبادرة بكلمة وطن ومعانيها المقدسة؟؟ المبادرة اقرت بقرارات الشرعية الدولية التي أهمها 242 و338 واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني وتم إعلان الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها عشرات الدول في العالم.
اليوم وبعد 26 عاما من هذه المبادرة يجلس الوفد المفاوض الفلسطيني مع الصهيوني برعاية أمريكية لتحقيق ما يسمى بالسلام العادل والشامل في المنطقة. والقضايا المطروحة هي الحدود والقدس واللاجئين، فهل هذه القضايا قابلة للتفاوض ؟ ام انها يجب ان تتحقق كثمرة نضال شعب ينتمي لأمة عظيمة لديها تاريخ عظيم وموارد وإمكانيات قل نظيرها عند الامم الأخرى؟؟؟
كلمة وطن تحمل في معانيها شعبا وأرضا وتاريخا وحاضرا ومستقبلا يجمع ما بين الشعب والأرض ، وهي بالأدق تعني تلاحم مكاني زماني أزلي أبدي أساسه الشعب أو الأمة. من هنا تستمد كلمة وطن قدسيتها؛ لأنها حملت الماضي الموروث والحاضر والمستقبل، فهي تمثل الاجيال السابقة التي قضت والاجيال التي على قيد الحياة والاجيال التي لم تلد بعد، والارض العربية بحدودها التي تم التعارف عليها، وفلسطين جزء لا يتجزأ من هذه الأرض تماما كالشعب الفلسطيني الذي هو جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
إن الحديث عن الوطن لا يترك لنا مجالا لنلتفت إلى الاديان والطوائف والاعراق المنصهرة داخله، فهو يمثل الكل بكل التقسيمات سواء كانت دينية أو طائفية أو عرقية ، والوطن للجميع تعني لكل الذين ينتمون له حاضرا أو ماضيا او مستقبلا، فالأموات والشهداء جزءا من هذا الوطن والاجيال التي لم تلد بعد جزءا من هذا الوطن وليس لحقبة زمنية من حقبات تاريخ هذا الوطن أن تستفرد بقرارات تلزم الوطن والحقب الأخرى مستقبلا؛ لهذا على المفاوض الفلسطيني أن يعرف معنى هذه الكلمة جيدا حتى يدرك أن قضايا الحدود والقدس لا يمكن له قانونا أو عرفا أن يتحدث بها أو أن يفاوض عليها أو أن يتنازل عن ذرة من تراب أبائه وأجداده أو أبنائه واحفاده الذين لم يمنحوه تفويضا ليتنازل فيه عن حقوقهم المشروعة في العيش في وطن كامل غير منقوص وتحت سيادة وطنية كاملة.
من هنا نستطيع ان نوجه السؤال التالي للوفد المفاوض العربي أو الفلسطيني الذي يتفاوض مع الكيان الصهيوني وهو : هل منحك أبناء حيفا الذين لم يلدوا بعد تفويضا لتتفاوض عنهم في التنازل عن السيادة الوطنية على مدينة حيفا الفلسطينية مثلا ؟؟
وهل منحك من قضى في سبيل حيفا شهيدا أو من مات في هذه المدينة تفويضا لتتنازل عن السيادة الوطنية عن مدافنهم ؟؟؟ هل لك أن تقول لنا باسم من تتفاوض إذا كان الوطن جزء منه أصبح تاريخا والجزء الاكبر لم يأتِ بعد والحاضر لا يمثل إلا الجزء الضئيل بين هذه الأجزاء المستمرة إلى الابد ؟؟
إن افضل مسوغ يمكن الاعتماد عليه في قرارات المجلس الوطني عام 88 وإن كان ضعيفا هو: أن تلك القرارات كانت تكتيكا مرحليا جاء بسبب الواقع العربي المزري والمنبطح نتيجة لوجود الدويلات العربية الرجعية المتناغمة مع قوى الاستعمار الغربي في سياستها والمتقاعسة عن القيام بدورها التاريخي في تحرير الاراضي العربية المغتصبة بل والمتآمرة مع أعداء الامة ضد شعوب الأمة وأوطانها حرصا على بقاء منظومتها التي انتجتها اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية، والسؤال هو إلى متى نبقى هكذا ؟؟
وطبعا الجواب لن يكون بالكلمات بل بالعمل النضالي الدؤوب لتغيير الواقع العربي وبث الروح القومية من جديد في هذه الامة لتستطيع الاجيال أن تتحرر من قيود الافكار الرجعية المتخلفة وسلطة الطائفية والأديان على حساب سلطة الوطن وهنا يجب إبعاد الاديان والفكر الطائفي المقيت عن القرارات المصيرية والقوانين التي تحكم المواطن العربي ومن ثم تحقيق المساواة بين كافة أبناء الامة العربية على اساس المواطنة بعيدا عن الدين او الطائفة او العرق، وهذا كله نجده في المشروع القومي الناصري الذي طرحه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والذي لم يكتب له النجاح بسبب عدم قدرة العقل العربي المشوه دينيا وطائفيا وعرقيا ومحكوم من قبل قوى ودويلات رجعية أنشأها الاستعمار لرعاية وحماية مصالحه وتنفيذ مخططاته والتي أساسها فرق تسد وتجزئة المجزأ كي يسهل افتراسه.
إذن لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يحرر وطنه دون أمته وهذا لا يعني أن يتوقف النضال الفلسطيني ضد الكيان الغاصب بل يعني التمحور قوميا في ساحات النضال، ولأن فلسطين جزء من الوطن العربي والشعب الفلسطيني جزءا من الامة العربية فالنضال الفلسطيني يجب أن يكون جزءا من النضال العربي ضد قوى الاستعمار والهيمنة على المنطقة وضمن أهداف الأمة العربية في الحرية والاشتراكية والوحدة الشاملة.
ومن هنا ونحن على أبواب ذكرى مقدسة على قلوبنا جميعا وهي ذكرى الوحدة والاندماج بين القطرين المصري والسوري والتي حققها الشعبان العربيان المصري والسوري بقيادة الزعيم الخالد ناصر أقول : إن النضال القومي هو الحاضن للنضال الوطني القطري ودون هذا الحاضن لا يمكن لنضال أي قطر عربي أن ينجح أو يحقق اهدافه كاملة وإن الوقوف اليوم أمام المد الديني الطائفي والصراعات الطائفية والحزبية القطرية هو هدف وطني قومي لحماية هذه الامة من التمزق والتشرذم اكثر من ذلك ولكي تستطيع هذه الامة أن تحمي اقطارها موحدة وتدعم ابناءها ، وهنا يصبح لزاما على كل عربي حر ان يعمل بنضال دؤوب على اسقاط الانظمة الرجعية العربية التي تحتضن قواعد الغزو وتتلاقح مع قوى الامبريالية في سياساتها وهذا بمثابة مقدمة للنضال القومي الحاضن للنضال القطري وفلسطين في عمق هذا الواقع، وعلى الشعب الفلسطيني وقياداته أن يغير من سياساته الحيادية تجاه ما يحدث في أقطار الوطن العربي ويقف بقوة مع أي خطوة تنهي التشرذم والصراعات الطائفية والدينية في أي قطر عربي وإلا سيجد الفلسطينيون أنفسهم لاحقا وحيدين وبلا امة او عمق قومي قادر على حمايتهم ودعمهم.  
إن السير في هذا الخط هو أفضل مليون مرة من مفاوضات مع الكيان الغاصب لن تجدي نفعا وهي بمثابة حقن تخديرية للشعب الفلسطيني وللأمة العربية يهدف العدو من ورائها ابتلاع الأرض العربية والاستفراد بالشعب العربي الفلسطيني المحاصر عربيا بالتواطوء مع الكيان الغاصب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire