زياد الرحباني قامة سياسية وثقافية وفنية وطنية وعربية وأممية لا تعوض. خسارتنا كبيرة برحيل فيلسوف الكلمة الثورية، ومبدع النصوص المسرحية، ومارد الأغنية الشعبية، وعبقري التأليف والتلحين الموسيقي.
رحل المناضل الوطني الملتصق بقضايا الطبقة العاملة والفقراء من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والتغييرالديمقراطي.
رحل المثقف الثوري والمقاوم الوطني الملتصق بقضية التحرر الوطني في مواجهة الاستعمار الامبريالي والاحتلال الصهيوني والتخلص من كل أشكال الرجعية والتبعية والتدخل والاستبداد.
رحل الفيلسوف الاستثنائي بعد أن كسر بنضاله وبممارساته الثورية، بالفكر العلمي، وبالمقال السياسي النقدي، وبالكلمة والأغنية الشعبية، وبالثقافة الوطنية العميقة، كل الروتين التقليدي.
لم يتراجع زياد الرحباني يوماً عن ثوابته الفكرية والسياسية والثقافية. بقي طليعياً ثورياً في مقدمة الصفوف دفاعاً عن مشروع التحرر الوطني والاجتماعي في لبنان وفلسطين والوطن العربي.
كتب زياد الرحباني خلال مسيرته النضالية السياسية والثقافية والفنية تاريخ شامل. وبقى مثقفاً ثورياً أممياً ملتزماً يجسد دماء وصمود ودموع الشعوب المقاومة حتى الرمق الأخير.
إن اللقاءاليساري العربي إذ ينحني إجلالاً وتقديراً أمام عطاءات وتضحيات الفنان العبقري الاستثنائي، يتقدم من والدة الفقيد السيدة فيروز ومن عائلته، ومن الحزب الشيوعي اللبناني وأحزاب قوى التحرر والتقدم والاشتراكية في لبنان والعالم، ومن أهل الثقافة والابداع والفنون، من الشعب اللبناني والعربي والعالمي بأحر التعازي.
سيبقى زياد الرحباني حاضراً فينا وقامة وقيمة فكرية ثورية في التاريخ الإنساني. وستبقى الأجيال تتناقل فلسفته الماركسية، وتتغذى من زوادة كلماته وإبداعاته الثقافية والفنية والموسيقية إلى الأبد.
تحية لروح الكبير زياد الرحباني... وداعاً .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire