mercredi 5 mars 2014

سعيد الزياني يغرد بعد مغاردة السجن


مثلما كانت معتقلات تازممارت، الكوربيس، قلعة مكونة.. وغيرها، معتقلات سرية أنكرتها على الدوام أعلى سلطة في البلاد حينها، أضحى اعتقال الصحافيين والطلبة والمعارضين ومناضلي حركة عشرين فبراير أشبه بفتح معتقل سري بمراسيم احتفال رسمية، حيث أن المحاكمات السياسية التي تقام لا تتناول مواقفهم ونشاطهم السياسي، السبب الرئيسي لاعتقالهم، بل بتهم تجعل محاكماتهم سرية بالضرورة، وتجعل السجون التي يرمون بداخلها سرية في وضح النهار.

إن إنكار إقامة محاكمات النشطاء على أساس سياسي، والإصرار عليها في نفس الوقت، هو بالضبط “تأهيل قانوني” و”تكييف حقوقي” وفق المرجعيات المحرجة، للسجون العلنية لتصير بالتالي معتقلات سرية أمام أنظار العالم، بينما المعتقلون السياسيون الذين تلفق لهم تهم جنائية، هم بالتأكيد نزلاء المعتقلات السرية التي تم تأهيلها وتحويل وجودها المادي إلى وجود رمزي لكن محسوس ولاسع: آخر ابتكارات العهد الجديد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire