mardi 4 mars 2014

هل سيشارك الإسلام الأمريكي في أفغنة أوكرانيا ويظهر رامبو؟



خالد حجار / فلسطين



حذرت امريكا روسيا من التدخل في أوكراني؛ حرصا من الأولى على حماية الديمقراطية الأوكرانية كما تدعي، والحقيقة أن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة التي انتهت في القرن الماضي بدأت بوادرها تظهر من جديد في أماكن عديدة من العالم منها سوريا ومصر وها هي تظهر بقوة في أوكرانيا ، فما هي مؤشرات المرحلة القادمة في العلاقات الدولية بين القوتين العظميين على هذا الكوكب؟؟
كانت حرب أفغانستان هي البوابة التي استطاعت فيها أمريكا هزيمة الاتحاد السوفييتي وذلك باستخدامها الإسلاميين وأموال النفط العربي لمحاربة الجيش الأحمر الروسي واستنزافه في أفغانستان ، بحجة أن الاتحاد السوفييتي يشن حربا على الإسلام بلا هوادة ، وبدأ مشايخ النفط يضخون اموالهم وبدأ أصحاب الذقون العرب يرسلون المتطوعين هناك وبدأت أمريكا بمد هؤلاء بالسلاح والعتاد في حرب استنزفت لسنوات الجيش الأحمر السوفييتي.
المشهد تكرر في الشيشان وبنفس اللاعبين ؛ مشايخ النفط العرب وأصحاب الذقون والأسلحة الامريكية ، وما زال التحالف قائما في سوريا والجديد هو دخول تركيا الأردوغانية في هذا التحالف ، الذي يمكن أن نطلق عليه أمريكا واتباعها في المنطقة.
مصر التي تحاول الفلتان من القبضة الامريكية اتجهت نحو روسيا في تحد واضح للولايات المتحدة، وإنْ ظنَّ البعض أن السعودية دعمت التوجه المصري فهو ليس إلا رسالة سعودية ضعيفة لأمريكا بعد أن شعر النظام السعودي بأن دوره قادم في الربيع العربي وأن امريكا تسعى لتغيير خارطة المنطقة خاصة بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن مبارك علنا وهو حليفها الأكبر في المنطقة، أي أنه من السهل على أمريكا التخلي عن النظام السعودي لاحقا، وهذه الرسالة السعودية الضعيفة بسبب وجود عشرات القواعد الامريكية على اراضيها وبعد انهيار العراق ودخول إيران بقوة على الخليج العربي لا تزيد عن كونها لوما لا يرقى إلى لغة التحدي أو القدرة على الخروج من الفلك الامريكي.
فالسعودية ملزمة لاحقا وإذا ما شبت الحرب في أوكرانيا لتسليح 2 مليون مسلم اوكراني ومدهم بالمتطوعين والأموال، وأصحاب الذقون جاهزون لارتقاء المنابر ولتحريض والبكاء على مسلمي أوكرانيا الحاليين بل والمجاهرة بعودة ملايين اللاجئين الأوكرانيين المسلمين الذين هجرهم ستالين عام 1944 بحجة تعاونهم مع النازية وهم موجودون في بلدان متعددة حول روسيا.
تسعى الولايات المتحدة من وراء تدخلها في أوكرانيا إلى تحقيق عدة أهداف منها:
1ـ إضعاف روسيا وتشديد الخناق حولها وجعلها أضعف من أن تكون لاعبا دوليا قويا ينافسها في العالم.
2 ـ الاستفراد بمنطقة الشرق الأوسط وحدها لتنفيذ سيناريو الشرق الأوسط الجديد الذي تحدث عنه بوش وبدأت ملامحه في الربيع العربي
3 ـ توسيع رقعة سيطرتها ومن ثم إيجاد نفوذ اوسع على البحر الأسود خاصة وأن تركيا التي تجلس على شواطئ واسعة من هذا البحر تعتبر دولة حليفة للولايات المتحدة وفيها قاعدة انجرليك الأمريكية العسكرية.
4 ـ قطع يد روسيا عن مصر أو أي دولة تحاول الخروج عن المسار الامريكي وترى باليد الروسية منقذا لها.
إن الحديث عن تدخل دول الخليج العربي في أوكرانيا سابق لأوانه في هذه المرحلة ، وسيبدأ عندما تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لمشايخ النفط العربي التي بدورها تكون جاهزة وتحت الطلب الأمريكي ؛ فلا حول لها ولا قوة إلا تنفيذ ما يراه رب البيت الأبيض الحامي لها.
أما موضوع تجاهل الممارسات الصهيونية في فلسطين والقضية الفلسطيني والتشرذم العربي ونشر الطائفية والصراعات المذهبية في الوطن العربي فهي مهمة لن تتوقف من قبل هؤلاء المتأسلمين وتقوم بها أنظمة الخليج العربي على أكمل وجه والملف بيد السعودية وقطر وينفذ بأموال عربية ودعم امريكي غربي صهيوني، وغدا سنرى أن قضية مسلمي أوكرانيا إذا ما شبت الحرب هناك أكبر أولوية من قضية فلسطين ومسلميها ومسجدها الأقصى كما رأينا أولوية أفغانستان والشيشان أشد قربا لمشايخ النفط ومتأسلمي أمريكا من قضية فلسطين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire