dimanche 23 mars 2014

مقاومة الرعاع أم رعاع المقاومة؟

 
خالد حجار /فلسطين
حاولتُ طيلة فترة الانقسام الفلسطيني أن اتجنب التحيز لفئة دون أخرى، فقد أدركت منذ البداية عدم تلاقي الطرفين، فكلا المشروعين متناقضين؛ الأول مشروع وطني يلغي الأيديولوجيا وليس له سوى هدف إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وهذا متمثل في حركة فتح ، والاتجاه الثاني يتمثل في حركة حماس التي تتمسك بأيديولوجيا الدين وهي ضمن مشروع الإخوان المسلمين، ذلك المشروع الذي لا يوجد في أيديولوجياته هدف وطني أو قومي ويستنبط أهدافه من المفهوم الديني الذي وضعه حسن البنا ومن التف لفيفه.
إذن لا يمكن التلاقي بين فتح وحماس إلا في ساحة معركة، وخلافات واسعة لن تنتهي طالما ان هناك فتح وحماس، وطبعا كل القوى الإقليمية والدولية تلعب في هذا المربع لتحقيق مصالح ذاتية أو للوصول لإضعاف الشعب الفلسطيني وانهيار اخلاقيات المقاومة والصمود في عمق أفكاره وزراعة اليأس والإحباط بدل الامل في التحرير والعودة. .
ما تناقلته وسائل الإعلام عما حدث في تشييع جنازة الشهيد القسامي في نابلس بالأمس ، رسم خريطة الفكر الحمساوي وكيف يتم تعبئة هذه العناصر ضد كل شيء إلا الطاعة الحزبية العمياء ، فكيف تكون هذه مقاومة وهي تخلع العلم الفلسطيني عن جثة الشهيد وتدوسه بالأقدام ؟؟ ثم يلف الشهيد براية حماس أمام الجميع ودون خجل ، ماذا يعني هذا يا كوادر حماس؟؟؟
إن هذا يعني أنكم لستم مقاومة من أجل فلسطين بل من اجل حزبكم ومرشدكم وحركتكم، لهذا لا نستغرب إنْ وجهت لكم مصر تهمة المشاركة في دعم الإخوان المسلمين في مصر؛ حيث أنكم علنا تفخرون بأنكم تنتمون لها ، أما قولكم أنكم مقاومون من اجل فلسطين ولا دخل لكم بمصر فهذا مردود عليكم لأنكم تدوسون العلم الفلسطيني بأقدامكم وتضعون بدلا عنه راية حركتكم فعن أي مقاومة تتحدثون وعن أي فلسطين تتحدثون ؟؟؟
بمجرد أنْ قرأت أن هناك جماعة تدوس العلم الفلسطيني رحل فكري إلى الصهاينة الذين يريدون شطب فلسطين ووضع بدلا عنها كيانهم المسخ ، وشعرت بالأسف والنقمة ممن فعلوا فعلتهم الشنعاء التي نفت عنهم ثوب المقاومة الوطنية والقومية ووضعتهم في صف أعداء الأمة.
ثم لماذا يتم تكسير سيارة الإسعاف الفلسطينية التي حملت الشهيد وضرب الطاقم الموجود فيها ؟؟ هل هي سيارة صهيونية أم أن كل شخص لا ينتمي لحماس يعتبر مستهدفا حتى الطبيب والسائق؟؟
أرى أن فلسطين اليوم تصنع عدوها من ذاتها وأن شعار المقاومة اليوم أصبح في مزاد الطائفية والعناوين الحزبية، ولا مقاومة شرعية على أرض فلسطين إلا المقاومة الوطنية القومية التي لا تعتمد أيديولوجيا الدين والطائفية كبديل عن الاتجاه الوطني الذي هو جزء من النضال القومي.
وأخيرا أقول أنه من سخافة العقول وتخلفها الادعاء أن تلك مقاومة إسلامية ، لأن الضد للإسلام هو الكفر وهنا لا يمكن الجمع بين المقاومة من اجل الوطن وتحريره ومصطلح مقاومة إسلامية ؛ فالدين له تناقضاته الخاصة به ويجب عدم الزج به في معركة التحرير الوطني ، فالماركسي الفلسطيني والفلسطيني غير المسلم أو غير السني الذي يقاوم الاحتلال مثلا هو عدو للفكر الديني فهل يستطيع الفكر الديني أن يتخذه حليفا في معركة التحرير الوطني ؟؟ أم أننا سنتصارع فيما بيننا على الاديان والطوائف فنتفرق ونتمزق كما نحن اليوم ونصبح لقمة سائغة للعدو الصهيوني الذي يتربص بنا؟؟؟
إن الحل الوحيد لعودة حركة حماس لرشدها وللصف الوطني الفلسطيني هو إعلانها الحقيقي بأنها بريئة من جماعة الإخوان المسلمين وأنها حركة مقاومة لأجل تحرير فلسطين فقط وليس لبث فكر هذه الجماعة غير الوطنية، سيما ونحن في معركة تحرير وطني وليس خلافات دينية وطائفية ، أو أن تترك الساحة وتمضي للجهاد في سوريا والشيشان ومصر وغيرها من المناطق التي يحددها القرضاوي ومرشدهم ، وذلك لتبقى فلسطين قضية وطنية قومية مقدسة وأعظم من أن توضع في سلة المزاودات وتعليمات قرضاوي ومرشد الإخوان وغيره ممن تناسوا فلسطين طيلة عقود طويلة ولم يعلموا أنها محتلة إلا عام1988
 19آذار /2014


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire