samedi 17 mai 2014

ذكرى 18 لاستشهاد المفكر العربي اللبناني المناضل الشيوعي مهدي عامل


في الثامن عشر من ايار 1987, في بيروت.أطلقت طلقات من الغدر, أنطلقت من أيادي ملطخة بالعمالة, و بعد اصرار و تصميم و تخطيط من عقول الفكر الظلامي, رصاصات من الحقد و الكفر و الرجعية الوسخة, على علامّة جبل عامل و مهديها رفيقنا الشهيد المعلم, و القدوة, مهدي عامل.
فظنوا يومها, بانهم اغتالوا كادرا" اخر من كوادر الحزب الشيوعي اللبناني, و قيادييه, و فرحوا لانهم اضافوا على لائحتهم شيوعييا" أخر, انضم الى قوافل من شهداء هذا الحزب سبقته الى المجد و الخلود, و بقيت راسخة" في عقول شعبه و رفاقه الى الابد.و لكن فليعلم الظلاميين, و من ورائهم, بانهم أضعف من أغتيال أي شيوعي, و بالاخص مهدي, الذي انار بفكره عتمة هذا المجتمع المظلم و الظالم, و مازال و سيبقى فكره, و ابداعه الماركسي المتمييز, منارة لرفاقه و تلاميذه, السائرين على هدى عبقريته, و غنى نظريته.
فبقدر ما غرقوا هم في عمق الوحل الفكري و ظلامه و رجعيته القاتلة, و اندفنوا في عمق مقابر التاريخ, و تقمصوا السياسة الهبلاء شرعا" و ناموسا" يحكمون بسلطتها التجويعية و القمعية و الضرائبية شعبنا, و ما زالوا حتى اليوم, معارضة" و موالاة", طائفيين و علمانيين, عملاء ووطنيين, كفارا" و مصليين, أحزابا" و حكوماتا", أصوليين و متأمركين, استلّوا سيوف الدين و الايمان على الوطنيين و الخوارج و الملحدين, في بيروت و طرابلس و صيدا و غيرها, لييخنقوا الفكر في سجون الاستعباد و الانظمة تحت اسم الدين و المذاهب. بقدر ما كان يتجذّر و ينموا ويتصلب فينا يوما" بعد يوم فكر مهدي.
فكانت الحرية لنا دربا" لا شريك لها, تعبر من خلال التاريخ و المجتمع كالشهب, لتزرع فينا الاصرار على المقاومة و التغيير, نحو مجتمع أفضل , نحو عدالة اجتماعية, نحو التحرر و اللاطائفية, نحو الوطنية و الانتماء, نحو التقدمية و التجديد, نحو اعتاق الشعب من الاستعباد من معابد الغيب و الشرع , و ضد استغلال الدين و العباد و الخالق معا", و حصرهم في زنازين و كهوف الاصولية و الالتزام, و يختزلون حركة التحررالوطني في حركة استرداد الذات الضائعة.فما ادرى الجاهلين القتلة و قبائلهم, بنقد الفكر اليومي, و من نقد و نقض الطائفية و نظامها و دولتها, و من حلل النظرية, و فسّر القضية الفلسطينية , و الحرب الاهلية في لبنان, و نقد الفكر القومي و الفكر البرجوازي و الفكر الديني, و أزمة الحضارة العربية, و غيرها الكثير؟؟؟
كانوا و ما زالوا ينهشون ببعضهم البعض, و يتبادلون الكراسي في البرلمانات و القصور الحكومية, و يتاجرون بدماء و عرق الشعب, و يبيعون القضية سنادات اميريكوعربية, مقابل التجوييع والتقسيم والتوطين و الغاء حق العودة, و قوى الامر الواقع, و التطبيع, و مشاريع الخيانة و الاستسلام و الانسحابات, و الكل ساكت صامت, يدير دويلته و كونتونه المتقمص الوطنية لباسا" و انتماء" و هوية" من ورق هش كفكرهم.
ما الفرق بين من اغتال غسان كنفاني و من اغتال مهدي عامل؟بين من أغتال حسين مروة و غيره من الرفاق, و من أغتال ناجي العلي و ابو علي مصطفى و غيرهم؟هؤلاء القتلة لم ينجحوا في اغتيال مهدي, و لم يحرمونا تنشق فكره, حتى و لو اننا اليوم بأمس الحاجة , و بالاخص في هذه المرحلة العصيبة في حياة لبنان و المنطقة و الحزب, الى أمثال مهدي و حسين مروة و فرجالله الحلو و غيرهم.
فالحزب الشيوعي اليوم, بامس الحاجة لامثالهم, او على الاقل الى الاوفياء الى فكرهم, لينفضوا الغبار الذي تكدس أو القي على جسم الحزب من سنوات, من قبل رفاق أو اعداء, و شلّوا حياته و حيويته, ليعيدوه الى الشعب و يعيدوا الشعب اليه.الحزب, الرفاق, الناس,المؤتمرات, اشتاقت الى مهدي و احترقت في بركان العاطفة و الوفاء.ايها الرفاق فليكن فكر مهدي حاضر معنا في حياتنا الحزبية, في مؤتمرنا التاسع و ما بعده, في جدلية المعارضة و الولاء, في المظاهرة و الاضرابات, في التحليل و المقاومة,في كل شيء.
بذلك فقط نثبت, أيها الرفاق, للقتلة انهم فشلوا في الوصول الى أهدافهم الحقيرة التي سعوا للوصول اليها من خلال اغتيال مهدي, و نثبت لهم ان الشيوعية أقوى من الموت و أعلى من اعواد المشانق, و سيبقى لمهدي رفاق أوفياء في حزب موّحد, قوي, شيوعي, ماركسي, ثوري, معارض, شعبي, مقاوم, مدافع عن الطبقة العاملة, يكشف المؤامرات و يفشلها.فهم الى مذبلة التاريخ ذاهبون, و مهدي مع الخلود و المجد في وحدة مادية ابدية حتمية.
المجد لمهدي عامل و فكره.
المجد لشهداء الحزب الشيوعي اللبناني
الحرية لاسرى الحرية.
الرفيق جان الشيخ.
و كل الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire