vendredi 19 juin 2020

نحن آسفون سارة.. / منعم وحتي

L’image contient peut-être : 1 personne, plein air


تابعت يمينا ويسارا تفاعل الناس مع وفاة الناشطة المصرية سارة حجازي، انتظرت لتبين الآراء، لكنه هالني حجم الفشل الأخلاقي عند بعض من يدعون أنهم مسلمون، بسيل التجريح والذم والسب الذي تعرضت له الفقيدة وهي في تربة قبرها، فقط لأن بعض القاصرين على فهم الاختلاف، لم يدركوا لحدود اللحظة معنى سماحة الأديان.
وسنصل لقناعة راسخة أن البعض يستعمل مرويات البخاري على هواه، ويوردها كلما خدمت مشروعه الخرافي الدموي، ويغيبها حين تكون تلك النصوص تتعارض ووجهته الجاهلة والظلامية.

ماذا سيقع إن رفعت يدك ودعوت بالرحمة للفقيدة.. رغم أنها في حياتها ما كانت لتنتظر من أمثال هؤلاء المتوحشين ولو نظرة مواساة..

لماذا كلما قلنا إن مرويات البخاري هي لبشر.. وهو غير مقدس.. وغير معصوم.. ويمكن أن يكون أخطأ في نقل كلما نقل.. ينبري هذا الفريق المتزمت لتكفير من يقول هذا القول..
يحق لي الآن أن أستعمل، على هواي أيضا مرويات البخاري.. لقرص آذان هؤلاء الذين يقدسون نصوصا مروية من بشر لبشر دون تمحيص ولا تدقيق.

ما رُوي عن الرسول أنّه كان مع أصحابه، فمرّت بهم جنازةٌ، فقام النبيّ لها ترحما عن الفقيد، فقال له أحد الصحابة متعجّباً: إنّها جنازة يهوديّ، فردّ عليه النبيّ بقوله: (أليسَتْ نفساً).

لقد ابتلينا بقوم فيهم توحش ودموية وغباء وسادية في نفوسهم.. غلفوها باسم الله.. ولبوس القداسة.. لتصبح دمويتهم مقبولة عند عامة الناس..
ملحوظة : كانت سارة من أشهر نشطاء ميدان التحرير في انتفاضة المصريين، كتبت قبل وفاتها :
" إلى إخوتي: حاولت النجاة وفشلت، سامحوني، إلى أصدقائي: التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها، سامحوني، إلى العالم: كنتَ قاسيًا إلى حد عظيم، ولكني أسامح ".
منعم وحتي.
Mounaim Ouhti

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire