samedi 30 novembre 2013

مظاهر صارخة عن تفكك المجتمع المغربي



اذاعت القناة التلفزية الثانية خبرا مزعجا حدث بمدينة تارودانت مرة أخرى حول اغتصاب اب لابنه وقيامه بقتله، انها جريمة خارج الحدود انه افتقاد كامل لاي حس انساني بل حتى الحيوانات تحمي صغارها انها جريمة تؤكد المستوى العميق الذي وصل اليه المجتمع الانساني المغربي تؤكد على تفكك المجتمع وتحلله.
 وفي غياب تحليل حول الاسباب العميقة لمثل هذه الجرائم التي أصبحت تتكاتر في مجتمعنا، فالمجتمع يتفكك لكونه افتقد لأية رؤية مجتمعية وارتمى في أتون اليأس في ظل مجتمع قد يخدعك بالقصور والفلات والطرق السيارة وناطحات السحاب ونسب النمو المرتفعة للشركات الرأسمالية العملاقة، لكنه مجتمع يتوحش تحت الظلم والاضطهاد والاستغلال ،وحيث تراكم الاقلية المهيمنة الثروات الخيالية على حساب الاكترية الكادحة الفقيرة، وحيث الشباب منذ نعومة اظافرهم يرمون في دوامة اليأس والفقر والاستغلال ،وحيث يغتربون سواء في المدرسة أوفي البطالة أو في المعمل ،وحيث تسلب منهم حياتهم ووقتهم وانتاجهم وابداعهم، فالتفسيرات الغيبية والظلامية لا تزيد الضحايا الا اغترابا وتفككا.
 ان افتقاد الكادحين لشروطهم الاقتصادية المادية لضمان عيشهم بسبب هيمنة الطبقة البرجوازية الحاكمة والتي تعالج بواسطة "ممثليها" الحكوميين ازماتها بالمزيد من امتصاص دماء الطبقات الكادحة ،وانحياز كافة الاحزاب السياسية والمركزيات النقابية لنفس الحلول البرجوازية، هو ما يحدث هذا الانفصام المتواصل ،وهذا الاغتراب العميق ،وهذه الكوارث الانسانية التي لا تتوقف، انها الوضعية التي لا يمكن لاحد معالجتها الا اذا جاءت صرخة مدوية من طرف الضحايا أنفسهم من انتظام الضحايا في تنظيماتهم الذاتية ووقوفهم في وجه الاستغلال والاضطهاد الممنهج، لنكسر جدار الصمت إذن، ولنرفع من مستوى الوعي الطبقي.


عبد السلام اديب 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire