samedi 26 octobre 2013

ماذا تبقى من قضية الشهيد بنبركة؟

ماذا تبقى من قضية الشهيد بنبركة؟
حسن أحراث

في أجواء تخليد ذكرى استشهاد المهدي بنبركة (29 أكتوبر)، من الملح جدا طرح السؤال المستفز لنا جميعا: ماذا تبقى من قضية الشهيد؟!!
إن استشهاد المهدي بنبركة قضية كباقي قضايا الشهداء المغاربة. إنه تجسيد لإجرام النظام المغربي المتواصل في حق أبناء الشعب المغربي. والشهداء، بغض النظر عن مواقفهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية، شهداء للشعب المغربي. وقد يكون القاسم المشترك بينهم هو قتلهم مرات ومرات... وأخطر أشكال القتل عندما يستمر بواسطة أيدي "الرفاق"!! والشهيد بنبركة أكبر ضحايا القتل على أيدي "الرفاق"..
اختطف الشهيد المهدي بنبركة وقتل المرة الأولى في 29 أكتوبر 1965 بباريس (فرنسا). ومن الطبيعي أن يلف الغموض عملية اختطافه واغتياله، على الأقل بالنظر الى الأطراف الوازنة المتورطة في هذه الجريمة الدولية الشنعاء، بشكل مباشر أو غير مباشر (المغرب وفرنسا وأمريكا والكيان الصهيوني...).
لكن، أي غموض بالنسبة لرفاقه؟ إن الحقيقة ساطعة، ومنطلقها تورط النظام المغربي في اغتياله...
وأمام هذه الحقيقة المرة، كيف قبل "رفاقه" وضع أيديهم في أيدي النظام الملطخة بدم الشهيد بنبركة وباقي الشهداء؟
من عبد الرحيم بوعبيد الى عبد الرحمان اليوسفي، والى اليوم؟!!
كل "زعماء" الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التاريخيين وغير التاريخيين، خانوا القوات الشعبية، خانوا الشعب المغربي.. كيف لا، وقد خانوا رفاقهم، وفي مقدمتهم الشهيد بنبركة..
كيف تقبل أن تكون وزيرا أولا (اليوسفي) على جثمان "رفيقك"؟!!
كيف تقبل أن تعالج "السكتة القلبية" للنظام، وتصمت عن السكتة القلبية لرفيقك؟!!
كيف تقبل أن تكون وزيرا للعدل (محمد بوزبع، عبد الواحد الراضي) على جثمان "رفيقك"؟!!
كيف تنبش في هذه القضية وتلك، وتصمت عن قضية رفيقك؟!!
كيف تقبل أن تكون وزيرا بهلوانا (اليازغي، لشكر، والعلو، الأشعري، المالكي، عليوة، أغماني، لكحص، الحليمي، عامر...) على جثمان "رفيقك"؟!!  
عموما، كيف تقبل أن تصمت، ومن أي موقع كان، قاعدة أو قيادة، سواء بالنسبة لرفيقك أو بالنسبة لأي فرد من أفراد شعبك، خاصة إذا كان شهيدا؟!!
 إنها المفارقات السوداء في الواقع المغربي التي لا تنتهي!!
وللذكرى، فأي تحالف قد يجمع الاتحاد والاستقلال؟!! ولفائدة من؟!!
هل جف دم عبد العزيز بن ادريس (قتل في 24 أبريل 1959) قبل "الكتلة الوطنية" (1970) أم بعدها؟!! هل جف قبل "التناوب التوافقي" أم بعده؟!! هل جف البارحة أم اليوم؟!! ما رأي "الفارس المغوار" حميد شباط "زعيم" الاستقلال ورفيق ادريس لشكر غريم أحمد الزايدي، بل "زعيم" الاتحاد؟!!
وفي نفس السياق، ماذا عن تحالف العدالة والتنمية والأحرار؟!! هل جف حبر السب والقذف والفضح؟!!
إن الجواب واضح، وتفسير الواضحات من المفضحات.. إنها الأوامر التي لا تناقش.. إنها التعليمات التي تجعل المستحيل ممكنا..
وللذكرى أيضا، إننا نعيش موسم الشهداء بامتياز (اكتوبر-دجنبر)، عبد الحق الرويسي (اختطف في 04 أكتوبر 1964) ورحال جبيهة (13 أكتوبر 1979) وكمال الحساني (27 أكتوبر 2011) والمهدي بنبركة (اختطف بباريس في 29 أكتوبر 1965) والحسين المانوزي (اختطف بتونس في 29 أكتوبر 1972) والمعطي بوملي (01 نونبر 1991) وعبد اللطيف زروال (14 نونبر 1974) وسعيدة المنبهي (11 دجنبر 1977) وعمر بنجلون (18 دجنبر 1975) وعبد الرزاق الكاديري (28 دجنبر 2008)...
ثم للذكرى مرة أخرى، إننا لا "نستطيع" إحصاء المعتقلين السياسيين.. فعندما يطلق سراح مناضل واحد، يعتقل العشرات من المناضلين في صفوف العمال والفلاحين الفقراء والحركة الطلابية والمعطلين وحركة 20 فبراير (...) وتلفق لهم التهم الجاهزة والواهية، ثم تنصب لهم المحاكمات الصورية وترصد لهم الأحكام الثقيلة..
حصل ذلك بالأمس (البعيد والقريب) واليوم.. وليس اليوم أحسن من الأمس.. وليس فقط سياسيا، بل حتى اقتصاديا واجتماعيا؟!!   
وما لا تقبله الذكرى أو أي ضمير متقد (حقيقة وليس موضة أو توظيفا انتهازيا)، هو التمييز المقصود وعن "سبق الإصرار" بين هذا الشهيد وذاك وبين ذلك المعتقل السياسي وذاك..
إن كل الشهداء أبناء الشعب المغربي. وقد سال دمهم بأساليب بشعة وعانت عائلاتهم، من أجل قضية شعبنا..
إن كل المعتقلين السياسيين أبناء الشعب المغربي.. وقد فقدوا حريتهم بعد أن ذاقوا التعذيب والإهانة والتضييق والاستفزاز وكذلك عائلاتهم، من أجل قضية شعبنا..
وليتسابق الجبناء على الأضواء، وأحيانا على "الجيفة؟!!
وليناضل الشرفاء، وليستمروا في النضال من أجل قضية الشهداء، ومن أجل قضية المعتقلين السياسيين، ومن أجل قضية شعبنا..
وإذا كان للجبناء الجاه والشهرة والزبناء، فللشرفاء الحقيقة والتاريخ والشعب..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire